أحببت كثیرا اللّغة العربیّة وأنا طالبة، وزاد حُبي لھا وأنا في الجامعة، ولكن عندما أصبحت معلّمة للّغة العربیّة واجھتني عِدّة صعوبات وقفت عندھا حائرة: بین مناھج یجب أن تُعطى ضمن زمن محدد، وبین مصطلحات وقواعد تتجاوز المرحلة العمریّة، وبین طبیعة طلاب متفاوتة بین المبدع، والوسط، وطالب یفقد حلقات مھمة من ال تّأسیس اللّغويّ، وبین استراتیجیات حدیثة متطورة في التّعلیم، كنت أجلس لفترات أحلل المنھاج إلى كفایات ومھارات، وصولا إلى تدرج منطقي بین محتوى المنھاج وقدرات الطّالب، احتاجت ھذه الفترة جھد مك ثّف، وأنشطة متنوّعة تُراعي قدراتھم وتجذبھم، وتخدم المادّة المطلوبة في المنھاج، وكیفیّة إثراء ھذه المادّة بأنشطة منھج یّة ولامنھجیّة، منھا ما یحتاج الورقة والقلم، وأخرى ضمن برمجیّات محوسبة یُحبھّا الطّالب، وتُشكل تحد یا رقمیّا لھ
كلّ ما سبق كنت أُراعي فیھ طبیعة اللّغة العرب یّة؛ فنحن أمام أنواع الھمزة: أول الكلمة ووسطھا وآخرھا ضمن قواعد وأصول، وكذلك بین شكلي حرف الألف (ا – ى)، والحركات من فتحة وضمة وكسرة وسكون، وتنوین الفتح والضّم والكسر، وصولا إلى الحركات الإعرابیّة والإعراب، كلّ ذلك یجعل اللّغة صعبة ومنیعة على الطّالب، وتحتاج إلى جھد، ووقت، ومرونة من المعلّم أثناء تصمیم الدّرس؛ لعرضھا بشكل منطقي وجذاب بعیدا عن الجمود
تطبیق مھارات اللّغة
وبعد تطبیق العدید من الإجراءات والمحاولات تمّ الاستفادة من تطبیق مھارات اللّغة: الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة وأقصد ھنا الكتابة الإملائیّة، والكتابة الإبداع یّة، وبعد الاختبار ال تّشخیصي الّذي یقیس میول الطّلاب، ویُحدد مھاراتھم، وماذا ینقصھم یتمّ تصنیف الطّلاب إلى مجموعات، وإعطائھم أنشطة بناء على قدراتھم واحتیاجاتھم اللّغویّة، عم لّت بعدھا على حوسبة وحدات من كتاب الصّف الثّالث بحیث
أولا: یقرأ الطّالب مع تسجیل صوتھ وتقلید الأدوار، ویمكنھ سماع النّص عِدّة مرات، ثمّ مُ حاكاتھ وھو في المنزل
ثانیا: تدریبات لغویّة من خلال تفاعلھ مع برامج حاسوبیة حیث یكسب أو یخسر نقاط، وفي حال الخطأ تظھر القاعدة، ثم یقیس علیھا ویُطبّقھا، وتنتقل إلى مھارات علیا
ثالثا: الإملاء: یبدأ بمعرفة الحرف ال نّاقص، إلى تشكیل كلمات، ثمّ سماع الكلمة وكتابتھا غیبا
رابعا: التّعبیر: یبدأ بترتیب الصّور، ثمّ ترتیب الجمل لتشكیل فِقرة، ثمّ إعادة ترتیب أحداث القصّة، وصولا إلى كتابة قصّ ة كاملة، وتلخیصھا بلغتھ ومُسجلا صوتھ
ما یُمیّز العمل استخدام الأنشطة المحوسبة على الأیباد لتخدم المنھاج وتثریھ، وتُتیح القراءة في كلّ وقت، وفیھا مھارات تفاعلیّة مثل: ظھور الإجابة الصّحیحة، وتقییم الطّالب لنفسھ، مع إدخال الأصوات، والألوان، و تُشكل تحد یا، فالمھارات مُ قیّدة ب: زمن، ونقاط، وتُمكنھ من العمل الفردي أو ضمن مجموعات
2018 رؤیة في مناھج
ھذه كانت رؤیة في مناھج 2018 وھي لم تكتمل بصورتھا النّھائیّة، فأنا أسعى للوصول إلى برمجیّة مُتكاملة، وأعمل جاھدة على التّطویر والإضافة والتّعدیل
21 باستمرار، فمحاولة حوسبة المنھاج ساعدتني في الأنشطة ا لّتفاعلیّة داخل الحصّة بعیدا عن الرّوتین، ولبت احتیاجات طلبتي، وساھمت في تغطیة المنھاج حسب الخطّة الزمنیّة، وتوافقت مع مھارات القرن
نھایة عنبتاوي: معلّمة لغة عربیّة في أكادیمیة الشّیخ زاید الخاصة للبنین أبو ظبي –الإمارات العربیّة الم تّحدة، حاصلة على درجة الماجستیر في اللّغة العربیّة من جامعة العلوم الإسلامیّة العالمیّة في عمّان – الأردن، ودبلوم عالي في ” تكنولوجیا المعلومات والاتصالات في ال تّربیة ” من الجامعة الأردنیّة في عمّان – الأردن، وبكالوریوس لغة عربیّة تطبیقیّة من كلیة الأمیرة عالیة – من جامعة البلقاء التطبیّقیّة في عمّان – الأردن. نھایة تتطلع إلى حوسبة كافة مناھج اللّغة العربیّة مع إرفاق ألعاب لغویّة، وبرمجیّات تھدف لإثراء مناھج العربیّة